نظّمت جمعية معان الوفاء الخيرية وبالتعاون مع عمادة شؤون الطلبة في جامعة الحسين بن طلال اليوم محاضرة توعوية بعنوان "الشباب والزواج وبناء الأسرة" على مسرح عمادة شؤون الطلبة في جامعة الحسين بن طلال، وذلك في إطار جهودها الهادفة إلى تعزيز الوعي الأسري لدى فئة الشباب، وتهيئتهم لاتخاذ قرارات مسؤولة تتعلق ببناء الأسرة واستقرارها.
وتطرّقت الدكتورة أبو درويش إلى معايير الزواج السليم، مشيرة إلى أن الوعي والاحترام المتبادل والقدرة على تحمّل المسؤولية تُعدّ ركائز جوهرية لأي علاقة زوجية ناجحة. كما استعرضت الأسس التي وضعها الدين الإسلامي لاختيار الزوج أو الزوجة الصالحة، مثل حسن الخلق، والالتزام الديني، والقدرة على بناء حياة مستقرة، مؤكدة أن هذه المعايير تشكّل ضمانة حقيقية لاستمرار العلاقة الزوجية ونجاحها.
وفي سياق حديثها، تناولت الدكتورة أبو درويش معيقات وتحديات الزواج في الوقت الحالي، موضحة أن الضغوط الاقتصادية المتزايدة وارتفاع تكاليف المعيشة والمهور أصبحت من أبرز الأسباب التي تقف أمام الشباب وتؤخر قرار الزواج. كما أشارت إلى تأثير البطالة وضعف الدخل في إرباك خطط الكثير من الشباب، إضافة إلى تغيّر أولويات الجيل الجديد الذي بات يركّز على الدراسة والعمل وتطوير الذات قبل التفكير في بناء أسرة. وأوضحت كذلك أن الخوف من تحمّل المسؤوليات الزوجية، إلى جانب الصورة المثالية التي تُروّج لها وسائل التواصل الاجتماعي، يسهم في خلق توقعات غير واقعية، ما يزيد من التردد في الإقدام على هذه الخطوة المهمة. وأكدت أن غياب الوعي الأسري لدى بعض الشباب وعدم فهمهم لطبيعة الحياة الزوجية ومتطلباتها يجعلان الزواج أكثر تعقيدًا ممّا كان عليه في السابق.
كما تطرّقت المحاضرة إلى قضية العمر المناسب للزواج، مبينة أن هذا العمر لا يُقاس بالسن فقط، بل بالنضج العاطفي والقدرة على إدارة الخلافات وتحمّل المسؤولية. وأوضحت أن تحقيق قدر من الاستقرار المادي والنفسي يُعدّ شرطًا أساسيًا قبل التفكير في الزواج، مشيرة إلى أن معظم الدراسات ترى أن مرحلة العشرينات إلى أوائل الثلاثينات غالبًا ما تكون الأنسب لغالبية الشباب، كونها تجمع بين الوعي والمرونة والقدرة على التكيف وبناء أسرة مستقرة.